الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
قتاله رضي الله عنه مع أهل الردة 14158- عن ابن عمر قال: لما ندر (ندر: أي سقط ووقع. النهاية (5/35)) أبو بكر الصديق إلى ذي القصة في شأن أهل الردة واستوى على راحلته أخذ علي بن أبي طالب بزمام راحلته وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: شم سيفك (شم سيفك: وأصل الشيم النظر إلى البرق، ومن شأنه أنه كما يخفق يخفى من غير تلبث، فلا يشام إلا خافقا وخافيا فشبه بهما السل والاغماد النهاية (2/521) ب. ولا تفجعنا: الفجيعة الرزية وجمعها فجائع وهي الفاجعة أيضا وجمعها فواجع، وفجعته في ماله فجعا من باب نفع فهو مفجوع في ماله وأهله. المصباح المنير (2/633) ب) ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا. (قط في غرائب مالك والخلعي في الخلعيات) وفيه أبو غزية محمد بن يحيى الزهري متروك. 14159- {مسند أبي بكر} عن عمر قال: لما اجتمع رأي المهاجرين وأنا فيهم حين ارتدت العرب فقلنا: يا خليفة رسول الله اترك الناس يصلون ولا يؤدون الزكاة فإنهم لو قد دخل الإيمان في قلوبهم لأقروا بها فقال أبو بكر: والذي نفسي بيده، لأن أقع من السماء أحب إلي من أن أترك شيئا قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أقاتل عليه فقاتل العرب حتى رجعوا إلى الإسلام، فقال عمر: والذي نفسي بيده لذلك اليوم خير من آل عمر. (العدني). 14160- عن الزهري قال: لما بعث أبو بكر الصديق لقتال أهل الردة قال: بيتوا (بيتوا: تبييت العدو: هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة، وهو البيات. النهاية (1/170) ب) فأينما سمعتم فيها الأذان فكفوا عنها فإن الأذان شعار الإيمان. (عب). 14161- عن ابن إسحاق قال: حدثني طلحة بن عبيد الله بن أبي بكر يأمر أمراءهم حين كان يبعثهم في الردة إذا غشيتم دارا فإن سمعتم بها أذانا فكفوا حتى تسألوهم ماذا تنقموا (تنقموا: يقال: نقم ينقم. ونقم ينقم، ونقم من فلان الإحسان إذا جعله مما يؤديه إلى كفر النعمة. (5/111) ب) فإن لم تسمعون أذانا فشنوها غارة واقتلوا واحرقوا وانهكوا (وانهكوا: أي ابلغوا جهدكم في قتالهم. النهاية (5/137). وهن: أي ضعيف، وقد وهن الإنسان يهن، ووهنه غيره وهنا وأوهنه ووهنه. النهاية (5/234) ب) في القتل والجراح لا يرى بكم وهن لموت نبيكم. (ق). 14162- عن عاصم بن ضمرة قال: ارتد علقمة بن علاثة عن دينه بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبى أن يجنح للسلم فقال أبو بكر: لا يقبل منك إلا سلم مخزية أو حرب مجلية قال: ما سلم مخزية؟ قال: تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة، وأن قتلاكم في النار وتدون (وتدون: من الدية واحدة الديات والهاء عوض من الواو، تقول: وديت القتيل أديه دية، إذا أعطيت ديته. واتديت: أي أخذت ديته، وإذا أمرت منه للواحد قلت: د فلانا، وللإثنين؛ ديا فلانا، وللجماعة دوا فلانا. الصحاح للجوهري (6/2521) ب) قتلانا ولا ندي قتلاكم، فاختاروا سلما مخزية. (ق عب). 14163- عن أنس قال: قال أبو بكر: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم عليه. (ق). 14164- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم اشرأب (اشرأب: أي ارتفع وعلا. النهاية (2/455). ب) النفاق بالمدينة، وارتدت العرب، وارتدت العجم وأبرقت (وأبرقت: يقال: برق الرجل وأبرق اوعد بالشر.ا ه المصباح المنير (1/62) ب) وتواعدوا نهاوند وقالوا: قد مات هذا الرجل الذي كانت العرب تنصر به فجمع أبو بكر المهاجرين والأنصار وقال: إن هذه العرب قد منعوا شاتهم وبعيرهم ورجعوا عن دينهم، وإن هذه العجم قد تواعدوا نهاوند ليجمعوا لقتالكم وزعموا أن هذا الرجل الذي كنتم تنصرون به قد مات فأشيروا علي فما أنا إلا رجل منكم وإني أثقلكم حملا لهذه البلية فأطرقوا طويلا ثم تكلم عمر بن الخطاب فقال: أرى والله يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقبل من العرب الصلاة وتدع لهم الزكاة فإنهم حديث عهد بجاهلية لم يقدهم (يقدهم: القود: القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. وقد أقدته به أقيده إقادة. واستقدت الحاكم: سألته أن يقيدني واقتدت منه أقتاد. النهاية (4/119) ب) الإسلام، فإما أن يردهم الله إلى خير، وإما أن يعز الله الإسلام فنقوى على قتالهم، فما لبقية المهاجرين والأنصار يدان للعرب والعجم قاطبة فالتفت إلى عثمان فقال: مثل ذلك، وقال علي: مثل ذلك، وتابعهم المهاجرون ثم التفت إلى الأنصار فتابعوهم، فلما رأى ذلك صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم والحق قل (قل: القل بالضم القلة، كالذل والذلة. النهاية (4/104) ب) شريد والإسلام غريب طريد قد رث حبله وقل أهله، فجمعهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعلهم الأمة الباقية الوسطى والله لا أبرح أقوم بأمر الله وأجاهد في سبيل الله حتى ينجز الله لنا وعده ويفي لنا عهده، فيقتل من قتل منا شهيدا في الجنة، ويبقى من بقي منا خليفة الله في أرضه ووارث عبادة الحق فإن الله تعالى قال لنا ليس لقوله خلف: (خط في رواة مالك). 14165- عن صالح بن كيسان قال: لما كانت الردة قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي هدى فكفى وأعطى فأغنى إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم والعلم شريد والإسلام غريب طريد قد رث حبله وخلق عهده وضل أهله عنه ومقت الله أهل الكتاب فلم يعطهم خيرا لخير عندهم، ولا يصرف عنهم شرا لشر عندهم، وقد غيروا كتابهم، وألحقوا فيه ما ليس فيه والعرب الأميون صفر من الله لا يعبدونه ولا يدعونه أجهدهم (أجهدهم: يقال: جهد الرجل فهو مجهود: إذا وجد مشقة. وجهد الناس فهم مجهودون: إذا أجدبوا. فأما أجهد فهو مجهد بالكسر: فمعناه ذو جهد ومشقه، وهو من أجهد دابته إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها ورجل مجهد: إذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب. النهاية (1/320) ب) عيشا وأضلهم دينا في ظلف (ظلف: وأرض ظلفة كفرحة وسهلة ويحرك، وقد ظلفت كفرح غليظة لا تؤدي أثرا. القاموس (3/171) ب) من الأرض معه فئة الصحابة فجمعهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعلهم الأمة الوسطى نصرهم بمن اتبعهم ونصرهم على غيرهم حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم فركب منهم الشيطان مركب الذي أنزله الله عنه وأخذ بأيديهم ونعى (ونعى: نعيت الميت نعيا من باب نفع أخبرته بموته فهو منعي واسم الفعل المنعى، والمنعاة بفتح الميم فيهما مع القصر، والفاعل نعي على فعيل، يقال: جاء نعيه أي ناعيه، وهذا الذي يخبر بموته، ويكون النعي خبرا أيضا.انتهى.المصباح المنير (2/844) ب) هلكهم ثم نزل (كر) قال ابن كثير فيه انقطاع بين صالح بن كيسان والصديق لكنه يشهد لنفسه بالصحة لجزالة ألفاظه وكثرة ماله من الشواهد (راجع البداية والنهاية لابن كثير (6/311). وقال الذهبي في الميزان (2/299): صالح بن كيسان: أحد الثقات والعلماء رمى بالقدر ولم يصح عنه ذلك. ص). 14166- عن عائشة قالت: خرج أبي شاهرا سيفه راكبا إلى راحلته ذي القصة فجاء علي بن أبي طالب فأخذ بزمام راحلته وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد شم سيفك ولا تفجعنا بنفسك فوالله لأن أصبنا بك لا يكون للإسلام بعدك نظام أبدا فرجع وأمضى الجيش. (زكريا الساجي) (زكريا بن يحيى البصري الساجي، جمع وصنف وله كتاب جليل في علل الحديث توفي سنة 307 ه تذكرة الحفاظ للذهبي (2/709) ص ؟؟. 14167- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما ندر أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى ذي القصة في شأن أهل الردة واستوى على راحلته أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: شم سيفك ولا تفجعنا بنفسك وارجع إلى المدينة فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا. (قط في غرائب مالك والخلعي في الخلعيات) وفيه أبو غزية محمد بن يحيى الزهري متروك ثم اعلم رحمك الله أن بعض الأحاديث من هذا النوع ذكر في وجوب الزكاة. مسند عمر وقتاله مع أهل الردة {بعث يزيد بن أبي سفيان} 14168- {مسند الصديق رضي الله عنه} عن يزيد بن أبي سفيان قال أبو بكر: لما بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت تؤثرهم بالإمارة وذلك أكبر ما أخاف عليك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ولي من أمور المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة له بغير حق فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم ومن أعطى أحدا من مال أخيه محاباة له فعليه لعنة الله أو قال برئت منه ذمة الله إن الله دعا الناس إلى أن يؤمنوا بالله فيكونوا حمى الله، فمن انتهك في حمى الله شيئا بغير حق فعليه لعنة الله أو قال: برئت منه ذمة الله عز وجل. (حم ك ومنصور بن شعبة البغدادي في الأربعين) وقال: حسن المتن غريب الإسناد وقال ابن كثير ليس هذا الحديث في شيء من الكتب الستة وكأنهم أعرضوا عنه لجهالة شيخ بقية قال: والذي يقع في القلب صحة هذا الحديث فإن الصديق كذلك فعل ولى على المسلمين خيرهم بعده. {بعث خالد بن الوليد} 14169- {مسند الصديق} عن نافع قال: كتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد في قتال أهل الردة، لا تظفرن بأحد قتل المسلمين إلا قتلته ونكلت به عبرة ومن أحببت ممن حاد الله أو ضاده ممن ترى أن في ذلك صلاحا فاقتله فأقام على بزاخة شهرا يصعد عنها ويصوب ويرجع إليها في طلب أولئك وقتلهم؛ فمنهم من أحرق، ومنهم من قمطه ورضخه بالحجارة، ومنهم من رمى به من رؤوس الجبال. (ابن جرير) (راجع البداية والنهاية لابن كثير (6/318) ص). 14170- عن عروة أن أبا بكر الصديق أمر خالد بن الوليد حين بعثه إلى من ارتد من العرب أن يدعوهم بدعاية الإسلام ويبينهم بالذي لهم فيه وعليهم ويحرص على هداهم فمن أجابه من الناس كلهم أحمرهم وأسودهم كان يقبل ذلك منه بأنه إنما يقاتل من كفر بالله على الإيمان بالله فإذا أجاب المدعو إلى الإسلام وصدق إيمانه لم يكن عليه سبيل وكان الله هو حسيبه، ومن لم يجبه إلى ما دعاه إليه من الإسلام ممن يرجع عنه ان يقتله. (ق). {بعث الحبشة} 14171- {مسند الصديق} عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر لما وجه الحبشة قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم أمرهم بالمسير إلى الشام وبشرهم بفتح الله إياها حتى تبنوا فيها المساجد فلا نعلم أنكم إنما تأتونها تلهيا، فالشام شبيعة يكثر لكم فيها من الطعام فاياي والأشر (الأشر: أشر أشرا فهو أشر من باب تعب بطر وكفر النعمة فلم يشكرها المصباح المنير (1/21) ب) أما ورب الكعبة لتأشرن ولتبطرن، وإني موصيكم بعشر كلمات فاحفظوهن: لا تقتلن شيخا فانيا، ولا ضرعا (ضرعا: الضرع الضعيف) صغيرا، ولا امرأة، ولا تهدموا بيتا، ولا تقطعوا شجرا مثمرا، ولا تعقرن بهيمة إلا لأكل ولا تحرقوا نخلا، ولا تقصر، ولا تجبن، ولا تغلل، وستجدون آخرين محلقة رؤوسهم فاضربوا مقاعد الشيطان منها بالسيوف، والله لأن أقتل رجلا منهم أحب إلي من أن أقتل سبعين من غيرهم ذلك بأن الله قال: (كر). {بعث الروم} 14172- {مسند الصديق} عن إسحاق بن بشر حدثنا ابن إسحاق عن الزهري حدثنا ابن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي قال: لما أراد أبو بكر غزو الروم دعا عليا وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبا عبيدة بن الجراح ووجوه المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم، فدخلوا عليه وقال عبد الله بن أبي أوفى وأنا فيهم فقال: إن الله عز وجل لا تحصى نعماؤه وهو لا يبلغ جزاءها الأعمال، فله الحمد قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إلى الإسلام ونفى عنكم الشيطان، فليس يطمع أن تشركوا به ولا تتخذوا إلها غيره، فالعرب اليوم بنو أب وأم وقد رأيت أني أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين، ويجعل الله كلمته العليا مع أن للمسلمين في ذلك الحظ الأوفر لأنه من هلك منهم هلك شهيدا، وما عند الله خير للأبرار ومن عاش عاش مدافعا عن المسلمين مستوجبا على الله ثواب المجاهدين وهذا رأيي الذي رأيت، فأشار امرؤ علي برأيه. فقام عمر بن الخطاب فقال: الحمد لله الذي يخص بالخير من يشاء من خلقه والله ما استبقنا إلى شيء من الخير قط إلا سبقتنا إليه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد والله أردت لقاءك بهذا الرأي الذي رأيت فما قضى أن يكون حتى ذكرته فقد أصبت أصاب الله بك سبل الرشاد سرب (سرب: سرب في الأرض سروبا من باب قعد ذهب وسرب الماء سروبا جرى. المصباح المنير (1/370) ب) إليهم الخيل في إثر الخيل وابعث الرجال بعد الرجال والجنود تتبعها الجنود فإن الله ناصر دينه معز الإسلام وأهله، ثم إن عبد الرحمن بن عوف قام فقال: يا خليفة رسول الله إنها الروم وبنو الأصفر حديد وركن شديد ما أرى أن تقتحم عليها اقتحاما، ولكن تبعث الخيل فتغير في قواصي (قواصي: قصا المكان قصوا من باب قعد بعد فهو قاص وبلاد قاصية والمكان الأقصى الأبعد، والناحية القصوى هذه لغة أهل العالية، والقصيا بالياء لغة أهل نجد والأداني والأقاصي الأقارب والأباعد، وقصوت عن القوم بعدت وأقصيته أبعدته. المصباح المنير (2/695) ب) أرضهم ثم ترجع إليك؛ فإذا فعلوا ذلك مرارا أضروا بهم وغنموا من أداني أرضهم فقووا بذلك على عدوهم ثم تبعث إلى أراضي أهل اليمن واقاصي ربيعة ومضر، ثم تجمعهم جميعا إليك، فإن شئت بعد ذلك غزوتهم بنفسك، وإن شئت أغزيتهم. ثم سكت الناس، قال: فقال لهم أبو بكر: ماذا ترون؟ فقال عثمان بن عفان: إني أرى أنك ناصح لأهل هذا الدين شفيق عليهم؛ فإذا رأيت رأيا تراه لعامتهم صلاحا فاعزم على إمضائه، فإنك غير ظنين (الظنين: المتهم في دينه، فعيل مفعول من الظنة: التهمة (3/163) النهاية. ص)، فقال طلحة والزبير وسعد وأبو عبيدة وسعيد بن زيد ومن حضر ذلك المجلس من المهاجرين والأنصار: صدق عثمان ما رأيت من رأي فامضه، فإنا لا نخالفك ولا نتهمك وذكروا هذا وأشباهه وعلي في القوم لا يتكلم، قال أبو بكر: ماذا ترى يا أبا الحسن؟ فقال: أرى أنك إن سرت إليهم بنفسك أو بعثت إليهم نصرت عليهم إن شاء الله، فقال: بشرك الله بخير، ومن أين علمت ذلك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناواه (ناواه: ناوأته مناوأه ونواء من باب قاتل إذا عاديته، أو فعلت مثل فعله مماثلة، ويجوز التسهيل فيقال ناويته ونأى عن الشيء نأيا من باب نفع بعد، وأنايته عنه أبعدته عنه في التعدية، وانتوى بمعنى نوى ومنه يقال انتوى القوم منزلا بموضع كذا أي قصدوه. المصباح المنير (2/866) ب) حتى يقوم الدين وأهله ظاهرون فقال: سبحان الله ما أحسن هذا الحديث لقد سررتني به سرك الله، ثم إن أبا بكر رضي الله عنه قام في الناس فذكر الله بما هو أهله، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أيها الناس إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام وأكرمكم بالجهاد وفضلكم بهذا الدين على كل دين فتجهزوا عباد الله إلي غزو الروم بالشام فإني مؤمر عليكم أمراء وعاقد لهم، فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم لتحسن نيتكم وشربكم وأطعمتكم قال: فسكت القوم فوالله ما أجابوا فقال عمر: والله يا معشر المسلمين مالكم لا تجيبون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دعاكم لما يحييكم؟ أما إنه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لابتدرتموه. فقال عمرو بن سعيد: فقال: يا ابن الخطاب ألنا تضرب الأمثال أمثال المنافقين فما منعك إذ عبت علينا فيه أن تبتدئ به؟ فقال عمر: إنه يعلم أني أجيبه لو يدعوني وأغزو لو يغزيني قال عمرو بن سعيد: ولكن نحن لا نغزو لكم إن غزونا إنما نغزو لله، فقال عمر: وفقك الله، فقد أحسنت فقال أبو بكر لعمرو: اجلس رحمك الله؛ فإن عمر لم يرد بما سمعت أذى مسلم ولا تأنيبه إنما أراد بما سمعت أن ينبعث المتثاقلون إلى الأرض إلى الجهاد فقام خالد بن سعيد فقال: صدق خليفة رسول الله اجلس أي أخي فجلس وقال خالد: الحمد لله الذي لا إله إلا هو الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون؛ فالله منجز وعده ومظهر دينه ومهلك عدوه ونحن غير مخالفين ولا مختلفين وأنت الوالي الناصح الشفيق ننفر إذا استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا ففرح بمقالته أبو بكر وقال: جزاك الله خيرا من أخ وخليل فقد كنت أسلمت مرتغبا وهاجرت محتسبا قد كنت هربت بدينك من الكفار لكي ما يطاع الله ورسول الله وتعلو كلمته وأنت أمير الناس فسر يرحمك الله. ثم إنه رجع ونزل خالد بن سعيد فتجهز وأمر أبو بكر بلالا فأذن أن انفروا أيها الناس إلى جهاد الروم بالشام والناس يرون أن أميرهم خالد بن سعيد وكان الناس لا يشكون أن خالد بن سعيد أميرهم وكان أول خلق الله عسكر، ثم إن الناس خرجوا إلى معسكرهم من عشرة وعشرين وثلاثين وأربعين وخمسين ومائة كل يوم حتى اجتمع أناس كثير فخرج أبو بكر ذات يوم ومعه رجال من الصحابة حتى انتهى إلى عسكرهم؛ فرأى عدة حسنة لم يرض عدتها للروم، فقال لأصحابه: ما ترون في هؤلاء أن نشخصهم (نشخصهم: شخص يشخص شخوصا خرج من موضع إلى غيره ويتعدى بالهمزة فيقال: أشخصته. المصباح المنير (1/417) ب) إلى الشام في هذه العدة؟ فقال عمر: ما أرضى هذه العدة لجموع بني الأصفر، فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ فقالوا نحن نرى ما رأي عمر، فقال: ألا أكتب كتابا إلى أهل اليمن ندعوهم إلى الجهاد ونرغبهم في ثوابه؟ فرأى ذلك جميع أصحابه قالوا: نعم ما رأيت افعل، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من قريء عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والجهاد فريضة مفروضة والثواب عند الله عظيم وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام وقد سارعوا إلى ذلك وقد حسنت في ذلك نيتهم فسارعوا عباد الله ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه، فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة، وإما الفتح والغنيمة، فإن الله تبارك وتعالى لم يرض لعباده بالقول دون العمل ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين الحق ويقروا بحكم الكتاب حفظ الله لكم دينكم وهدى قلبكم وزكى أعمالكم ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين وبعث بهذا الكتاب مع أنس رضي الله عنه. (كر). 14173- عن عياض الأشعري قال: شهدت اليرموك وعليها خمسة أمراء: أبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، وليس عياض هذا الذي حدث فقال: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة فكتبنا إليه أنه قد جاش إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا، إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإني أدلكم على من هو أعز نصرا واحضر جندا؛ الله عز وجل، فاستنصروه فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم. ((روى بعضه ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/493) ص)). خلافة أمير المؤمنين{ عمر بن الخطاب} رضي الله تعالى عنه اعلم رحمك الله أن بعض ما يتعلق بخلافته وسيره وشمائله وفراسته ذكر في كتاب الفضائل من حرف الفاء وبعض خطبه ومواعظه ذكر في كتاب المواعظ من حرف الميم 14174- {مسند الصديق رضي الله عنه} عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت عمر وبيده عسيب نخل وهو يجلس الناس يقول: اسمعوا لقول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء مولى لأبي بكر يقال له: شديد بصحيفة فقرأها على الناس فقال: يقول أبو بكر: اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصحيفة، فوالله ما آلو بكم، قال قيس: فرأيت عمر بعد ذلك على المنبر. (ش حم وابن جرير واللالكائي في السنة). 14175- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وعبد الله بن البهي دخل حديث بعضهم في حديث بعض أن أبا بكر الصديق لما استعز به (استعز به: أي اشتد به المرض وأشرف على الموت. النهاية (3/228) ب) دعا عبد الرحمن بن عوف وقال: أخبرني عن عمر بن الخطاب؟ فقال عبد الرحمن: ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني، فقال أبو بكر: وإن، فقال عبد الرحمن: هو والله أفضل من رأيك فيه، ثم دعا عثمان بن عفان فقال: أخبرني عن عمر، فقال: أنت أخبرنا به فقال على ذلك يا أبا عبد الله، فقال عثمان بن عفان: اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا مثله فقال أبو بكر: يرحمك الله والله لو تركته لما عدوتك وشاور معهما سعيد بن زيد أبا الأعور وأسيد بن الحضير وغيرهما من المهاجرين والأنصار فقال أسيد: اللهم أعلمه الخيرة بعدك يرضى للرضى ويسخط للسخط، الذي يسر خير من الذي يعلن ولم يل هذا الأمر أحد أقوى عليه منه، وسمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به؛ فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم: ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا، وقد ترى غلظته، فقال أبو بكر: أجلسوني أبالله تخوفوني خاب من تزود من أمركم بظلم أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك، أبلغ عني ما قلت لك من وراءك، ثم اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده من الدنيا خارجا عنها وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب أني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيرا، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب من الإثم، والخير أردت ولا أعلم الغيب: ثم أمر بالكتاب فختمه فقال بعضهم: لما أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب بقي ذكر عمر فذهب به قبل أن يسمي أحدا؛ فكتب عثمان أني قد استخلفت عمر بن الخطاب، ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي ما كتبت، فقرأ عليه ذكر عمر فكبر أبو بكر وقال: أراك خفت [إن أقبلت] نفسي في غشيتي (غشيتي: غشى كعني غشيا وغشيانا أغمى فهو مغشي عليه، والاسم الغشية القاموس (4/370) ب) تلك فتختلف الناس فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيرا، والله إن كنت لها لأهلا ثم أمره فخرج بالكتاب مختوما ومعه عمر بن الخطاب وأسيد بن سعيد القرظي فقال عثمان للناس: أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟ قالوا: نعم فأقروا بذلك جميعا ورضوا به، وبايعوا ثم دعا أبو بكر عمر خاليا وأوصاه بما أوصاه به، ثم خرج من عنده فرفع أبو بكر يديه مدا فقال: اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم: وخفت عليكم الفتنة فعملت فيهم ما أنت أعلم به واجتهدت لهم رأيي، فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم، وأحرصه على ما أرشدهم، وقد حضرني من أمرك ما حضر فاخلفني فيهم فهم عبادك ونواصيهم بيدك، أصلح لهم واليهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدي نبي الرحمة وهدي الصالحين بعده وأصلح له رعيته. (ابن سعد) (أخرجه ابن سعد بطوله في الطبقات الكبرى (4/200) ص). 14176- عن أبي بكر أنه قال لعمر: أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه فاتق الله يا عمر بطاعته، وأطعه بتقواه، فإن التقي أمر محفوظ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به فمن أمر بالحق وعمل بالباطل وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن ينقطع أمنيته وأن يحبط عمله فإن أنت وليت عليهم أمرهم؛ فإن استطعت أن تجف يدك عن دمائهم وأن تضمر بطنك من أموالهم وأن تجف لسانك عن أعراضهم فافعل، ولا قوة إلا بالله. (طب). 14177- عن عائشة قالت: لما حضر أبو بكر الوفاة فاستخلف عمر فدخل عليه علي وطلحة فقالا: من استخلفت؟ قال: عمر قالا: فماذا أنت قائل لربك؟ قال: أبالله تفرقاني (تفرقاني: أي تخوفاني، الفرق بالتحريك: الخوف والفزع. النهاية (3/438) ب) لأنا أعلم بالله وبعمر منكما أقول: استخلفت عليهم خير أهلك. (ابن سعد) (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/274). ص). 14178- عن زيد بن الحارث أن أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه؛ فقال الناس: تستخلف علينا عمر فظا غليظا، فلو قد ولينا كان أفظ وأغلظ، فما تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر؟ فقال أبو بكر: أبربي تخوفوني أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك. (ش) ورواه ابن جرير عن أسماء بنت عميس. 14179- عن عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: لما حضرت أبا بكر الصديق الوفاة دعا عثمان بن عفان فأملى عليه عهده، ثم أغمي على أبي بكر قبل أن يملي أحدا فكتب عثمان عمر بن الخطاب، فأفاق أبو بكر فقال لعثمان كتبت أحدا؟ فقال: ظننتك لما بك وخشيت الفرقة فكتبت عمر بن الخطاب فقال: يرحمك الله، أما لو كتبت نفسك لكنت لها أهلا، فدخل عليه طلحة بن عبيد الله فقال: أنا رسول من ورائي إليك، يقولون: قد علمت غلظة عمر علينا في حياتك، فكيف بعد وفاتك إذا أفضيت إليه أمورنا والله سائلك عنه فانظر ما أنت قائل؟ فقال: أجلسوني، أبالله تخوفوني، قد خاب امرؤ ظن من أمركم وهما، إذا سألني الله قلت: استخلفت على أهلك خيرهم لهم فأبلغهم هذا عني. (اللالكائي). 14180- عن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: لما حضر أبا بكر الموت أوصى بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من أبي بكر الصديق عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويتقي الفاجر ويصدق الكاذب، إني استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب، فإن عدل فذلك ظني فيه، وإن جار وبدل، فالخير أردت ولا أعلم الغيب، (كر). 14181- عن الحسن قال: لما ثقل أبو بكر واستبان له في نفسه جمع الناس إليه فقال لهم: إنه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا لمماتي وقد أطلق الله تعالى أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدي، ورد عليكم أمركم؛ فأمروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي، فقاموا في ذلك وخلوه تخلية، فلم تستقم لهم، فرجعوا إليه فقالوا: رأينا لنا يا خليفة رسول الله رأيك، قال: فلعلكم تختلفون؟ قالوا: لا، فقال: فعليكم عهد الله على الرضا، قالوا: نعم، قال: فأمهلوني أنظر لله ولدينه ولعباده فأرسل أبو بكر إلى عثمان فقال: أشر علي برجل، فوالله إنك عندي لها لأهل وموضع، فقال عمر اكتب فكتب حتى انتهى إلى الإسم فغشي عليه فأفاق فقال: اكتب عمر. (سيف كر). 14182- عن أسلم قال: كتب عثمان عهد الخليفة، فأمره أن لا يسمى أحدا وترك اسم الرجل فأغمي على أبي بكر؛ فأخذ عثمان العهد فكتب فيه اسم عمر؛ فأفاق أبو بكر فقال: أرنا العهد، فإذا فيه اسم عمر، فقال: من كتب هذا؟ قال: أنا، قال: رحمك الله وجزاك الله خيرا لو كتبت نفسك لكنت لذلك أهلا. (الحسن بن عرفة في جزئه) قال ابن كثير إسناده صحيح. 14183- سيف بن عمر عن أبي ضمرة عبد الله بن المستورد الأنصاري عن أبيه عن عاصم قال: جمع أبو بكر الناس وهو مريض فأمر من يحمله إلى المنبر فكانت آخر خطبة خطب بها، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس احذروا الدنيا ولا تثقوا بها غرارة، وآثروا الآخرة على الدنيا، فأحبوها فبحب كل واحدة منهما تبغض الأخرى، وإن هذا الأمر الذي هو أملك بنا لا يصلح آخره إلا بما صلح به أوله؛ فلا يحمله إلا أفضلكم مقدرة وأملككم لنفسه، أشدكم في حال الشدة وأسلسكم في حال اللين وأعلمكم برأي ذوي الرأي لا يتشاغل بما لا يعنيه ولا يحزن لما ينزل به، ولا يستحيي من التعلم، ولا يتحير عند البديهة قوي على الأمور لا يخور بشيء منها حده بعدوان ولا تقصير، يرصد لما هو آت عتاده من الحذر والطاعة وهو عمر بن الخطاب ثم نزل. (كر). 14184- عن سعيد بن المسيب قال: لما ولي عمر بن الخطاب خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إني علمت أنكم كنتم تونسون مني شدة وغلظة، وذلك أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت عبده وخادمه وكان كما قال الله تعالى: (أبو حسين بن بشران في فوائده وأبو أحمد الدهقان في الثاني من حديثه ك واللالكائي). 14185- عن الحسن قال: إن أول خطبة خطبها عمر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما فقد ابتليت بكم وابتليتم بي وخلفت فيكم بعد صاحبي فمن كان بحضرتنا باشرناه بأنفسنا، ومهما غاب عنا، ولينا أهل القوة والأمانة فمن يحسن نزده حسنا ومن يسيء نعاقبه ويغفر الله لنا ولكم. (ابن سعد هب) (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/274) ص). 14186- عن جامع بن شداد عن أبيه قال: كان أول كلام تكلم به عمر بن الخطاب حين صعد المنبر أن قال: اللهم إني غليظ فليني وإني ضعيف فقوني، وإني بخيل فسخني. (ابن سعد) (ففي الطبقات الكبرى لابن سعد (3/274) لفظ: "اللهم إني شديد..." ص). 14187- عن حميد بن هلال: حدثنا من شهد وفاة أبي بكر الصديق فلما فرغ عمر من دفنه نفض يديه من تراب قبره، ثم قام خطيبا مكانه فقال: إن الله ابتلاكم بي، وابتلاني بكم، وأبقاني فيكم بعد صاحبي فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني ولا يتغيب عني فآلو (فآلو: ألا من باب عدا، أي قصر، وفلان لا يألوك نصحا فهو آل المختار من صحاح اللغة (16) ب) فيه عن الجزء (الجزء: الجزء واحد الأجزاء، وجزأت الشيء جزءا: قسمته وجعلته أجزاء، وكذلك التجزئة. الصحاح للجوهري (1/40) ب) والأمانة، ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم، ولئن أساؤوا لأنكلن بهم قال الرجل: فوالله ما زال على ذلك حتى فارق الدنيا. (ابن سعد هب) (أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/275) ويوجد لفظ[عن تراب] [فوالله مازاد] انتهى.ص). 14188- عن القاسم بن محمد قال: قال عمر بن الخطاب: ليعلم من ولي هذا الأمر من بعد أن سيريده عنه القريب والبعيد إني لأقاتل الناس عن نفسي قتالا ولو علمت أن احدا من الناس أقوى عليه مني لكنت أقدم فيضرب عنقي أحب إلي من أن أليه (أليه: أي أطلبه واجهد نفسي فيه، يقال: إلا حظيه فلا أليه: أي إن لم أحظ فلا أزال أطلب ذلك وأجهد نفسي فيه.انتهى.القاموس (4/300) ب). (ابن سعد كر) (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/275) ص). 14189- عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: إن ناسا كانوا يأخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا آمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا شرا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة. (عب). 14190- عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارا والله ما ينضجون كراعا (ينضجون: أي ما يطبخون كراعا لعجزهم وصغرهم. يعني لا يكفون أنفسهم خدمة ما يأكلونه فكيف غيره؟ وفي رواية "ما تستنضج كراعا" والكراع: يد الشاة النهاية (5/69). ب) ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن يأكلهم الضبع وأنا ؟؟ بنت خفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم، فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال: مرحبا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير (ظهير: يعني شديد الظهر قويا على الرحلة. النهاية (3/166) ب) كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وجعل بينهما نفقة وثيابا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها فقال عمر: ثكلتك أمك شهد أبوها الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحناه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه. (خ (أخرجه البخاري في صحيحه وبلفظه باب غزوة الحديبية (5/158) ص) وأبو عبيدة في الأموال هق). 14191- عن همام قال: جاء إلى عمر رجل من أهل الكتاب فقال: السلام عليك يا ملك العرب، فقال عمر: هكذا تجدونه في كتابكم أليس تجدون النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الخليفة، ثم أمير المؤمنين، ثم الملوك بعد؟ قال له: بلى. (ش ونعيم بن حماد في الفتن). 14192- عن الحسن أن عمر بن الخطاب مصر الأمصار؛ المدينة والبصرة والكوفة والبحرين ومصر والشام والجزيرة. (ابن سعد) (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/284) ص). 14193- عن أبي صالح الغفاري قال: كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب، أنا قد خططنا لك دارا عند المسجد الجامع، فكتب إليه عمر أني لرجل من الحجاز تكون له دار بمصر، وأمره أن يجعلها سوقا للمسلمين. (ابن عبد الحكم). 14194- عن أنس بن مالك قال: استعملني أبو بكر على الصدقة فقدمت وقد مات أبو بكر فقال عمر: يا أنس أجئتنا بظهر (بظهر: الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتركب. يقال: عند فلان ظهر أي إبل. النهاية (3/166) ب)؟ قلت: نعم، قال: جئتنا بالظهر والمال لك؟ قلت: هو أكثر من ذلك، قال: وإن كان هو لك وكان المال هو أربعة آلاف، فكنت أكثر أهل المدينة مالا، وفي رواية: أجئتنا بظهر؟ قلت: البيعة ثم الخبر، فقال عمر: وفقت، فبسط يده فبايعته على السمع والطاعة. (ابن سعد). 14195- عن عمر بن عطية قال: أتيت عمر بن الخطاب فبايعته وأنا غلام على كتاب الله وسنة نبيه هي لنا وهي علينا فضحك وبايعني. (مسدد). 14196- {مسند عمر} عن النعمان بن بشير أن عمر بن الخطاب قال في مجلس وحوله المهاجرون والأنصار أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ما كنتم فاعلين فسكتوا فقال ذلك مرتين أو ثلاثا فقال بشر بن سعد: لو فعلت ذلك قومناك تقويم القدح (القدح: ومنه الحديث "كان يسوي الصفوف حتى يدعها مثل القدح" أي مثل السهم أو سطر الكتابة. النهاية (4/20) ب)، فقال عمر: أنتم إذا أنتم إذا. (أبو ذر الهروي في الجامع كر). {بعوثه رضي الله عنه} 14197- {مسنده} عن عاصم بن أبي النجود عن عمر بن الخطاب كان إذا بعث عماله شرط عليهم أن لا تركبوا برذونا ولا تأكلوا نقيا (برذون: البرذون: الدابة، قال الكسائي: الأنثى من البراذين برذونه. المختار (35) ب. نقيا: نقاوة الشيء: خياره، وكذلك النقاية بالضم فيهما، كأنه بنى على ضده وهو النفاية، لأن فعالة يأتي كثيرا فيما يسقط من فضلة الشيء. يقال: نقي الشيء بالكسر ينقى نقاوة بالفتح، فهو نقي أي نظيف. الصحاح للجوهري (6/2514) ب) ولا تلبسوا رقيقا، ولا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس، فإن فعلتم شيئا من ذلك فقد حلت بكم العقوبة، ثم يشيعهم، فإذا أراد أن يرجع قال: إني لم أسلطكم على دماء المسلمين، ولا على أعراضهم، ولا على أموالهم، ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة، وتقسموا فيهم فيئهم، وتحكموا بينهم بالعدل فإذا أشكل عليكم شيء فارفعوه إلي، ألا فلا تضربوا العرب فتذلوها ولا تجمروها (ولا تجمروها: تجمير الجيش جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم النهاية (1/292) ب) فتفتنوها ولا تعتلوا عليها فتحرموها جردوا القرآن (جردوا: أي لا تقرنوا به شيئا من الأحاديث ليكون وحده مفردا، وقيل: أراد أن لا يتعلموا من كتب الله شيئا سواه وقيل: أراد جردوه من النقط والاعراب وما أشبههما. النهاية (1/256) ب). (هب أيضا). 14198- عن إبراهيم عن عمر بن الخطاب بلغه أن قوما صبروا حتى قتلوا، فقال: لو فاؤوا لكنت لهم فئة (فئة أصل الفيء الرجوع. يقال: فاء يفيء فئة وفيوء، كأنه كان في الأصل لهم فرجع إليهم. النهاية (3/482) ب). (ابن جرير أيضا). 14199- عن حيوة بن شريح عن عمر بن الخطاب كان إذا بعث أميرا أوصاهم بتقوى الله وقال عند عقدة الولاية: بسم الله وعلى عون الله وامضوا بتأييد الله والنصر ولزوم الحق والصبر، وقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، ثم لا تجبنوا عند اللقاء ولا تمثلوا (ولا تمثلوا: يقال: مثلت بالحيوان أمثل به مثلا، إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل، إذا جدعت أنفه، أو أذنه، أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه. والاسم: المثلة: فاما مثل بالتشديد فهو للمبالغة. النهاية (4/294) ص) عند القدرة، ولا تسرفوا عند الظهور، ولا تنكلوا (تنكلوا: نكل به تنكيلا، أي جعله نكالا وعبرة لغيره. المختار من صحاح اللغة (538) ب) عند الجهاد ولا تقتلوا امرأة ولا هرما ولا وليدا، وتوقوا قتلهم إذا التقى الزحفان وعند جمة (جمة: الجمة: المكان الذي يجتمع فيه ماؤه، والجمع الجمام.انتهى.الصحاح للجوهري (5/1890) ب) النهضات، وفي شن الغارات، ولا تغلوا (ولا تغلوا: وغل من المغنم يغل بالضم غلولا: خان. المختار (377) ب) عند الغنائم ونزهوا الجهاد عن عرض الدنيا وأبشروا بالأرباح في البيع الذي بايعتم وذلك هو الفوز العظيم. (في كتاب المداراة ولا يحضرني اسم مخرجه إلا أنه قديم تكثر الرواية فيه عن أبي خيثمة أيضا). 14200- عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أن جيشا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم، وكان عمر يعقب (يعقب: المعقب من كل شيء: ما جاء عقيب ما قبله. النهاية (3/267) ب) الجيوش في كل عام فشغل عنهم عمر، فلما مر الأجل قفل (قفل: القفول: الرجوع من السفر، وبابه دخل، ومنه: القافلة وهي الرفقة الراجعة من السفر. المختار (431) ب) أهل ذلك الثغر فاشتد عليهم وتواعدهم (وتواعدهم: وتواعد القوم: وعد بعضهم بعضا هذا في الخير: وأما في الشر فيقال: اتعدوا، والتوعد: التهدد. المختار (577) ب) وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا عمر إنك (الحديث: رواه أبو داود كتاب الخراج باب تدوين العطاء رقم (2944) ص) غفلت عنا، وتركت فينا ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من أعقاب بعض الغزية بعضا. (د ق).
|